الاحتراق الروحي وعشرون ممارسة من حول العالم لتجاوزه

للعناية بالذات أشكال متعددة، من العناية بالجسم إلى العناية بالفكر والعقل، إلى العناية التي نحصل عليها من الآخرين. ولكن هناك من يهمل العناية بالقلب وإثراء الروح، ولهذا يجد الشخص ذاته في مكان مؤلم.

هل تشعر بالتعب، والألم، والخوف، والغضب، وغيرها من المشاعر التي يصعب التخلص منها؟

ربما أنت منهك روحيا ومستنزف قلبيا، وبخاصة إذا وجدت نفسك في حالة مزمنة من الإرهاق والاحتراق، شاعرا بالانفصال عما حولك، ويشوبك إحساس باليأس والوحدة.

عندما تغذي قلبك وروحك من خلال الممارسة الروحية على اختلاف أنواعها، ستبدأ بالإحساس بحضور المحبة والوحدة. ويغمرك إحساس بالخير في العالم، وتتصل بمواردك الدفينة في داخلك، والتي تتضمن الحكمة والإرشاد والقوة والرحمة. في هذا المكان تستطيع اتخاذ قراراتك على نحو أكثر يسرا وبثقة متنامية. كما أن نورك الداخلي يبدأ بالإشعاع من حولك، جاذبا إليك الآخرين الذي يحتاجون إليك - سواء على المستوى الشخصي أو العملي.

والهدف النهائي للعناية بالقلب وإثراء الروح هو الاتصال مع الحقيقة الأكبر، الخالق، الله (سبحانه) - أو أي اسم آخر ترتاح له.

التروما أمر حقيقي

تعاني الكثير من المجتمعات من أعراض متفاوتة من الصدمات (التروما) نتيجة الإيذاء الروحي والديني أو الجسدي أو الجنسي أو العاطفي أو غيرها من الأحداث التي حصلت في الماضي في ذلك المجتمع أو في الأشخاص المنحدرين منه. وقد تكون الممارسات الروحية محفزا للتروما، أو تسبب فقدان الإحساس. ولهذا يكون على الشخص الساعي روحيا إلى الانتباه لذلك.

ورغم فائدتها، لا تكفي الممارسات الروحية كحل للتعامل مع تلك الصدمات الموجودة في الجسم، ولا تكون بديلا عن الحصول على المساعدة من المختص، وجزء من العناية بالذات الحصول على الدعم والمساعدة من مختصي التروما، وليس من ممارسي الطاقة أو الكوتشنج على الرغم من فائدتهما في المساعدة في التطور فيما بعد أو بالتوازي مع العمل مع مختص التروما، وبحسب ما تقتضيه الحالة. وباستثناء ذلك فالممارسات الروحية تدعم الشخص خلال عملية تشافيه، وتطوره.

وأحيانا يكون على الشخص اختبار ممارسات روحية مختلفة قبل أن يتمكن من تحقيق الصلة مع روحه وتعميق علاقته مع الحقيقة المطلقة.

إليكم قائمة بـ ٢٠ ممارسة روحية من طرق روحية مختلفة من حول العالم

قبل الحديث عن الطرق الروحية، لا بد من التذكير بأمرين. الأمر الأول هو أن كل طريق روحي وكل طريقة روحية تتضمن في صميمها "الحقيقة"، بكل عذوبتها وصفائها. كما أن الكثير من الممارسات التالية هي طرق أثبتت نجاحها وفعاليتها في تهدئة الروح والعناية بها. والأمر الثاني هو إن كانت هناك ممارسة من مصدر حقيقة مختلف يظهر أنه يعارض معتقداتك، ولكنك منجذب إليه، ففكر أنك غير مطلع على جميع الممارسات المباحة في معتقدك، وهناك الكثير منها تتقاطع مع غيرها من المصادر الأخرى. مثلا الصيام موجود في جميع الأديان بشكل أو بآخر. فإذا كانت هناك ممارسات تتناغم مع روحك، فأقبل عليها، وإلا فاتركها بإحسان، ربما أنت لست جاهزا للتفاعل معها.

١. التأمل - (البوذية، الهندوسية، العصر الجديد)

الجلوس في سكون لتنمية الوعي والتركيز والبصيرة.

٢. الصلاة - (المسيحية، الإسلام، اليهودية)

التواصل مع الله، طلبًا للهداية، شكرًا، أو سعيًا للتواصل.

٣. ترديد المانترا - (الهندوسية، البوذية، السيخية)

ترديد الأصوات أو العبارات المقدسة لتركيز الذهن والتناغم مع الذبذبات الإلهية.

٤. الذكر - (التصوف)

ترديد أسماء الله الحسنى أو عبارات محددة لتطهير القلب وتذكر الله.

٥. طقوس كوخ التعرق - (تقاليد الأمريكيين الأصليين)

طقوس تطهير باستخدام البخار والصلاة والأغاني المقدسة داخل هيكل قبة صغير.

٦. تشي غونغ - (الطاوية، الطب الصيني)

ممارسة حركة وتنفس مصممة لتنمية طاقة الحياة (تشي) داخل الجسم.

٧. صلاة الجمعة - (الإسلام)

صلاة الجمعة هو وقت للصلاة الجماعية، وفيه توجيه عمومي للمصلين. والأصل هو يوم للتوقف عن العمل، والراحة والإثراء الروحي والتقرب من الله، وأيضا للتعبد من خلال صلة الأرحام.

٨. ممارسة اليوغا أسانا - (الهندوسية)

وضعيات جسدية تُمارس كشكل من أشكال توليف الجسد والعقل والروح.

٩. المشي في متاهة - (التصوف المسيحي)

المشي في مسار حلزوني كرحلة رمزية نحو مركز الذات والعودة إلى العالم.

١٠. السعي إلى التجلي - (تقاليد السكان الأصليين في أمريكا الشمالية)

ملاذٌ انفرادي في الطبيعة، سعيًا وراء البصيرة الروحية، والتوجيه، والإرشاد الروحي.

١١. الرقص المقدس - (التصوف، التقاليد الأصلية، الروحانيات الأفريقية)

استخدام الرقص كقربان، أو صلاة، أو تواصل مع الله.

١٢. تلاوة النصوص المقدسة - (الإسلام، المسيحية، اليهودية، الهندوسية، البوذية)

قراءة الكتب المقدسة والتأمل فيها لاستيعاب الحكمة الروحية في سطورها.

١٣. الصيام - (الإسلام، المسيحية، اليهودية، البوذية)

الامتناع عن الطعام أو بعض الملذات لتنمية الانضباط والوضوح الروحي.

١٤. كيرتان (الغناء التعبدي) - (الباكتي يوغا، الهندوسية)

غناء ترانيم الاستغاثة والاستجابة لإيقاظ إخلاص القلب.

١٥. ممارسة البساطة - (حماعة الكويكرز)

العيش ببساطة وتواضع كمنهج روحي للتركيز على ما يهم حقًا.

١٦. تبجيل الأسلاف - (الأديان الأفريقية التقليدية، الشنتو، الديانة الشعبية الصينية)

تكريم الأسلاف والتواصل معهم طلبًا للهداية والبركات.

١٧. طقوس الطب النباتي - (تقاليد السكان الأصليين في الأمازون)

المشاركة في طقوس باستخدام النباتات المقدسة (مثل الأياهواسكا) للشفاء والكشف الروحي.

١٨. إضاءة الشموع أو المصابيح - (المسيحية، الهندوسية، البوذية)

فعل رمزي لجلب النور إلى الظلام، وغالبًا ما يصاحب الصلاة أو التأمل.

١٩. ممارسة الكوان - (بوذية الزن)

التأمل في الألغاز المتناقضة لتجاوز التفكير المنطقي وتحقيق التنوير.

٢٠. الحج - (الإسلام [الحج]، المسيحية [كامينو دي سانتياغو]، الهندوسية [كومبه ميلا])

السفر إلى مكان مقدس كرحلة جسدية تعكس سعيًا روحيًا داخليًا.

الخلاصة

في السعي نحو التعافي من حالة الاحتراق الروحي، يكون على الشخص تخصيص وقت للعناية بقلبه وروحه، وتعميق حضوره في جسده لينجح في تجاوز تلك الحالة، والخروج من الضيق إلى سعة الروح، وتيسير قدرته على اتخاذ القرارات باستخدام سلطته الداخلية.

أخبروني في التعليقات، ما هي الممارسة الروحية المفضلة عندكم في الوقت الحاضر؟

Previous
Previous

هل هي سلطة داخلية أو تروما؟

Next
Next

A Roast For Melancholy