منظور هيومان ديزاين: استقبال عصر جديد 2027

هو من أكثر المواضيع التي أتجنب الحديث عنها! ويعود هذا النفور إلى عدة عوامل، منها عدم الرغبة في الحديث عنه بطريقة متشائمة، وهي النظرة التي تكونت لدي عندما تعرفت على الموضوع لأول مرة في 2014. لهذا ركزت على الأمور التي أستطيع عمل شيء حيالها: تطبيق استراتيجيتي وسلطتي الداخلية، متابعة دراستي للنظام، واستمرار ملاحظتي لما يحدث في العالم ومن حولي للتأكد من صدقية ما جاء به رسول النظام (را أورو هو) - فالأمر لا يخضع للإيمان، وإنما للأدلة. ما هي تلك التغيرات التي تحدث عنها (را) والتي أراها فعلا، بما في ذلك التغيار في عمل الضفيرة الشمسيةو2027؟

لا توجد لحظة مفصلية واحدة نشير إليها ونقول "تلك هي". لرؤية التحولات المرتبطة بمسار التخطيط يكون علينا الإشارة إلى العديد من الأحداث المرتبطة ببعضها في تاريخ بلاد المشرق، ولننظر إلى العقود الثلاثة السابقة: غزو العراق للكويت، الحرب على الإرهاب، احتلال العراق، اتفاقيات السلام مع العدو الصهيوني، الربيع العربي، انهيار أنظمة حاكمة وصعود الفوضى قبل نشوء أنظمة مختلفة في عدد من البلدان العربية، وفي الوقت ذاته التطور الاقتصادي والتقني -النفطي وغير النفطي - الذي تشهده بلاد المشرق العربي والجنوب العالمي، بما في ذلك تكوين مجموعة بريكس (اقرأ عنها هنا- رابط خارجي) - كل تحول نتج عن تلك الاحداث أعاد صياغة الوعي العربي عموما في اتجاهين: اتجاه عالمي (العولمة)، واتجاه قبلي (تقليدي)، وبالطبع هذا تبسيط بالغ لإعطاء لمحة عامة.

إذن مسار التخطيط أعطانا طاقة الانشغال في مشاركة "العالم" من خلال تفاصيل العولمة (طاقة بوابتي التفاصيل 9 والموهبة 16)، والالتزام بالتقاليد والمحافظة على العائلة (العائلة 37 والخلاص 40). ومن هذه الأركان الأربعة ظهرت العائلة النووية، وانتشر التعليم على نحو غير مسبوق في التاريخ، والسفر/الهجرة "إلى الخارج" لتوفير معيشة العائلة، والعمل إلى الوصول إلى سن التقاعد، وطبعا صعود الشبكة العالمية (الإنترنت) وتطورها، بحيث أصبحت أداة يومية وجزءا من حياة الجيل الجديد الذي لا يدرك وجود حياة قبلها. التجانس الذي فرضه هذا المسار على الجميع تجلى في وجود "ستاربكس" و"مكدونالدز" في كل بلد، تلك المساحات المتشابهة غطت على المقاهي القديمة والقهوة التي تحضر بأسلوب مختلف حسب البلد والمنطقة. وبالطبع سهل استنتاج أن سفير مسار التخطيط كان الولايات المتحدة الأمريكية، والتي يصادف 2027 دورة بلوتو الأولى لتأسيسها بشكلها الحديث، وبالتالي سيكون على مواطنيها إعادة تعريف حقيقتهم الداخلية (بلوتو كويكب الحقيقة الداخلية) بناء على "ما كسبت أيديهم".

شعار بلدية غزة، طائر الفينيق المحترق والصاعد من الرماد في وقت واحد، على خلفية من المربعات الحمراء والخضراء. هذا الشعار له رمزية لا تصدق، ففي التوازن التام بين الأسطورة والحقيقة، يحقق اللونان الأخضر والأحمر التوازن البصري بين الدفء والبرودة، وأيضا لا يستطيع من يعاني من عمى الألوان رؤيتهما - وهذا أيضا فيه رمزية قوية، فهناك من يرى أحداث غزة بمنظور "رمادي" متعاميا عن حقيقة ما يجري 

في الوقت ذاته، أرى أن أكبر شرخ في مسار التخطيط وأكبر إرهاصات التحول إلى مسار الفينيق النائم هو الحدث الكبير في أكتوبر 2023، فمن نتائج هذا الحدث غير المتوقعة صعود المقاومة الفلسطينية وإعادة حركات مقاومة الاستعمار على المسرح العالمي بعد عقود من شيطتنها وإخفائها "تحت السلم" كي لا تزعزع مظاهر الحضارة التي أتقن "مسار التخطيط" التستر بها، حيث أوهم الجميع برغبة في العمل على توطيد السلم والديموقراطية وحقوق الإنسان والتعاون الدولي عبر العالم. لقد كان حدث أكتوبر الجرس الذي تم تعليقه في عنق المتنمر الكبير وشركائه! نتيجة ذلك الحدث، وما تبعه من استعراض القوة الصادم استيقظ الملايين على ما يجري في العالم فعلا، وإلى حين كتابة هذه المدونة يستمر العدوان على قطاع غزة (340 يوما)، ويستمر الأفراد بتنظيم أنفسهم للتعبير عن تضامنهم مع الفلسطينيين، ورفضهم لتجليات الاستعمار والاحتلال، وأدواته المختلفة، بما في ذلك تطبيق المقاطعة الاقتصادية، ولا يمكن إنكار مدى تأثيرها على اقتصاديات عمالقة الشركات، فضلا عن الوعي السياسي والإعلامي والاجتماعي.

إذن نتيجة الأزمة (بوابة 36) وقبول المحدودية (60)التي عمل نبتون وبلوتو على "طهيها" بصمت على مدى سنوات استيقظت "روح الفرد الشجاعة"(قناة التدشين 25 البراءة والحب الكوني و51 الجرأة والصدمة) وتم تدشينها على مسرح الحدث، ويتجلى هذا في قيام الأفراد في أماكن متعددة من العالم باستعادة قدرتهم على تنظيم ذاتهم بعيدا عن "المؤسسية" - بمعنى لقد أن أهداف الفرد آخذة بالانفصال عن أهداف المؤسسة. ولأننا نعيش في عالم من الثنائية، فهناك أفراد يتمسكون بالمؤسسة ويدعمونها بصرف النظر عن تجاوزاتها بحثا عن الإحساس بالأمان. بالطبع ينعكس كل هذا في مجال الوعي والتنمية البشرية، فهناك مدربين يتغافلون عن كل تلك الأحداث، ويدعون أتباعهم إلى الالتفات إلى أهدافهم ومساعيهم الفردية وغض النظر عما يجري حولهم من أحداث، وبالنسبة لي هذا أمر مضحك، فهذه الدعوات عكس الوعي تماما، ولكن هذا ليس موضوعنا اليوم!


ما هي الدورات العالمية؟

نعيش في محيط النيوترينو، وهو الجزيء دون الذري الذي يحمل معلومات عبر الكون، وتخترقنا هذه الجزيئات بمعدل 30 تريليون نيوترينو لكل إنش مربع في كل ثانية. ونتيجة عبور هذه الجزيئات من خلال أجرام النظام الشمسي فهي تحمل تردد الرنين الذي نسميه "حقل أو مجال عبور الكواكب"، أو ما نسميه "البرنامج" كل واحدة من كواكب نظامنا يتحرك عبر بوابات الماندالا، ويؤثر على الحياة على الأرض، ويتجلى ذلك التردد فينا كبرمجة نستطيع ملاحظتها وملاحظة تأثيرها فينا، وعلينا، ومن حولنا. لا تصلنا هذه المعلومات الاستخبارية من نظامنا الشمسي فحسب بل ومن الكون الأوسع. كل نجم (وعددها يتجاوز عدد ذرات الرمال على شواطىء العالم) يولد جزيئات النيوترينو ويبثها في كل مكان، بما في ذلك كوكب الأرض، وهي تحمل معها معلومات تبرمجنا وتبرمج مسيرتنا التطورية ودوراتها. وسماها (را أورو هو) برنامج الوعي العالمي، ويشار لها بمسمى الدورات العالمية، ويوجد لدينا بياناتها من السنوات 16000 قبل الميلاد إلى 3600 بعد الميلاد.

تتعاقب الدورات العالمية، وتستمر كل منها 400 عام، تبث خلالها ذبذبتها القادمة من تأثير بوابات كل مسار. فعلى أنقاض مسار الحكم والمباغتة - العصر الذهبي للحضارة الإسلامية - جاء مسار القوانين والوعي حيث سادت الإمبراطوريات الاستعمارية الكبرى. واليوم في 2024 نشاهد تفكك مسار التخطيط والمايا حيث كانت تركيز الوعي البشري على تنظيم الحياة والعثور على الحقيقة الداخلية، سواء الروحية أو الكامنة في المادة، وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة استعدادا لاستقبال مسار الفينيق.

تبدأ الدورة الجديدة في 2027، ووصفها (را أورو هو) أنه عصر الفرد. وذكر أن نظام (هيومان ديزاين) قد جاء تحديدا كي يساعد الأفراد على التحرك عبر هذا التغير باستخدام السلطة الفردية، حيث ستتهاوى كل تلك الأنظمة الاجتماعية والعالمية التي طالما دعمت الأفراد واعتمد عليها الجميع، على مستوى المجتمعات المحلية والوطنية والعالمية - فهي جميعا آيلة للسقوط. ورأى (را) أن على كل فرد الاعتماد على ذاته في اتخاذ القرارات. فالعصر القادم يعتمد على الفرد الواعي القادر على اتخاذ قراراته - وهؤلاء سيكون لديهم أفضلية على الجميع.

يعلمنا (هيومان ديزاين) عن "الدورة العالمية"، وهو مفهوم يصف الطاقات الشاملة التي تؤثر على البشرية على مدى فترات طويلة. منذ عام 1615، كنا في عصر مسار التخطيط، وهي الطاقة التي عززت أنظمة الدعم الجماعي والمؤسسات والهياكل الاجتماعية، والتي حولت العالم إلى "قرية عالمية". ولكن في عام 2027، سندخل دورة جديدة: مسار الفينيق النائم، ويكون ذلك في منتصف فبراير/شباط 2027

الموضوعات الرئيسية للتحول لعام 2027

مرة أخرى، لا أود أن أنشر سمة سلبية أو متشائمة تجاه الآتي، بالعكس، فالقارىء للتاريخ يدرك أن الزمن دورات وجولات، والدارس للوعي يفهم أن هناك "وظيفة" جديدة يقوم بها، وأخص بالذكر هنا البروجكتر، حيث سيكون عليه العبء الأكبر في لعب دور "قابلة" تساعد في ولادة هذا العصر الجديد. عموما نستطيع تلخيص الموضوعات الرئيسية للتحول القادم في موضوعات رئيسية كما يلي:

1. الفردية وتمكين الذات

تعزز طاقة عام 2027 أهمية احتضان تفردك. في هذا العصر الجديد، ويصبح الفرد المشغول محور الاهتمام، وسيكون التمكين الشخصي هو المفتاح. إنه الوقت المناسب للثقة بنفسك بشكل أعمق، واتخاذ القرارات بناءً على سلطتك الداخلية بدلاً من الضغوط الخارجية. يشجعك هذا التحول على استكشاف من أنت في جوهرك والتعبير عن هذه الأصالة في جميع مجالات حياتك.

2. العلاقات المتطورة

مع تغير الهياكل الجماعية، ستتغير علاقاتنا أيضًا. ستبدأ الروابط والمجتمعات في التشكل بناءً على الاحترام المتبادل للفردية. قد يبدو هذا التحول صعبًا في البداية، لأنه يتطلب منا التخلي عن الديناميكيات القديمة التي لم تعد تخدمنا. ومع ذلك، فإنه يقدم أيضًا فرصة لبناء علاقات تحترم سيادتنا وسيادة الآخرين. من خلال تعزيز الروابط القائمة على الدعم المتبادل الحقيقي، يمكننا خلق روابط أكثر إشباعًا وأصالة.

3. الإبداع والابتكار

سوف يزدهر الإبداع والابتكار في العصر الجديد. مع انهيار الأنظمة القديمة، يتم خلق مساحة لظهور أفكار جديدة. سواء كان ذلك في الفن أو التكنولوجيا أو كيف نعيش حياتنا اليومية، سيكون هناك زيادة في الطاقة الإبداعية تنتظر الاستفادة منها. هذا هو الوقت المثالي لاستكشاف دوافعك الإبداعية وتجربة أشياء جديدة والسماح لخيالك بإرشادك. يمكن أن يؤدي التوافق مع هذه الطاقة إلى جلب شعور بالإثارة والإمكانية إلى حياتك.

4. التحديات كمحفزات

من المهم أن ندرك أن التغيير غالبًا ما يأتي بالتحدي. مع بدء انهيار الهياكل التقليدية التي وفرت الأمن لقرون، قد تكون هناك لحظات من عدم اليقين. ومع ذلك، فإن هذه التحديات هي أيضًا فرص للنمو. إنها تدفعنا إلى تطوير المرونة والقدرة على التكيف والثقة العميقة في قدراتنا. من خلال النظر إلى هذه التحديات كمحفزات للتغيير الإيجابي، يمكننا أن نتعامل مع هذا التحول برشاقة وثقة.

نصائح عملية للتعامل مع التحول

مع كل هذه التغييرات التي تلوح في الأفق، كيف يمكنك إعداد نفسك بشكل أفضل للنجاح في عام 2027 وما بعده؟ إليك بعض النصائح العملية:

احتضن تصميمك: مخطط التصميم البشري الخاص بك هو مخططك الفريد، والذي يقدم نظرة ثاقبة لنقاط قوتك وتحدياتك وكيف يمكنك التعامل مع الحياة بأفضل شكل. تعمق في مخططك وفهم كيف تم إعدادك للعمل في العالم. سيكون هذا الوعي الذاتي لا يقدر بثمن مع انتقالك إلى العصر الجديد.

تنمية السلطة الداخلية: في الدورة القادمة، سيكون من المهم أكثر من أي وقت مضى اتخاذ القرارات بناءً على إرشاداتك الداخلية. سواء كنت مولدًا أو مُسقطًا أو مُظهرًا أو عاكسًا، فإن تعلم الثقة في عملية اتخاذ القرار الخاصة بك سيساعدك على التوافق مع الطاقات الجديدة.

تعزيز الاستقلال والاعتماد على الذات: مع بدء تغير الأنظمة الجماعية التي اعتمدنا عليها، سيكون تطوير الاكتفاء الذاتي أمرًا بالغ الأهمية. وهذا لا يعني عزل نفسك، بل تعلم مهارات جديدة، أو تنمية ممارسة روحية شخصية، أو إيجاد طرق لدعم نفسك تتوافق مع طبيعتك الحقيقية.

نظرة إيجابية لعام 2027 وما بعده

إن التغييرات المتوقعة لعام 2027 مهمة حقًا، لكنها تجلب معها أيضًا فرصًا هائلة للنمو الشخصي والجماعي. من خلال احتضان فرديتك، ورعاية العلاقات الأصيلة، والاستفادة من إبداعك، يمكنك الانسجام مع الطاقات الجديدة بطريقة تشعرك بالتمكين والإثارة.

مع اقترابنا من هذا العصر الجديد، تذكر أن الرحلة هي رحلة استكشاف واكتشاف. حافظ على فضولك، وابقَ منفتحًا، وثق بأنك مجهز للنجاح في السنوات القادمة.

إذا كنت مهتمًا بمعرفة كيف يمكن لمخطط التصميم البشري الخاص بك أن يساعدك في الاستعداد للتغييرات التي ستطرأ في عام 2027، ففكر في حجز موعد جلسة القراءة الشاملة.

Previous
Previous

اكتشاف الذات المزيفة وتحويلها

Next
Next

لقاء الخميس لشهر أيلول/سبتمبر 2024